للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قبرته أي دفنته وأقبرته أي جعلت له قبرا، وقوله في الملكين أسودان قيل أراد به سواد منظرهما وأزرقان أراد به زرقة أعينهما لما في سواد اللون وزرقة العين من الهول والزرقة أبغض ألوان العيون إلى العرب لأن الروم أعداؤهم وهم زرق العيون ولذلك قالوا في صفة العدو أنه أصفر اللون أزرق العين ويحتمل أن يكون المراد بالسواد قبح المنظر وفظاظة الصورة، يقال كلمت فلانا [فما رد] علي [سوداء] ولا بيضاء أي فما أجابني بكلمة قبيحة ولا حسنة وبالزرقة تقليب البصر وتحديد النظر، يقال زرقت عينه إذا انقلبت وظهر بياضها وهي كناية عن شدة الغضب فإن الغضبان ينظر إلى المغضوب عليه شزرا بحيث تنقلب عينه ويحتمل أن يراد بالزرقة العمى فإن العين إذا ذهب نورها تزرقت.

قال الله تعالى: (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا) (١) أي عميا عيونهم لا نور لها، ويؤيد هذا قوله في الحديث: فيقيض له أعمى وإنما أتاه الملكان على هذه الصورة المذكورة ليكون خوفهما أشد على الكفار ليتحيروا في الجواب، والمؤمنون لا يخافون منهما بأن ينطق الله ألسنتهم بجوابهما مكافأة لخوفهم من الله سبحانه في الدنيا وهذه الصورة نعم المؤمن والكافر والصالح والطالح لقوله: إذا قُبر الميت (٢). قيل يسمى المنكر والنكير ملكي الكفار فأما ملكا المؤمنين فسميا بالمبشر والبشير (٣).


(١) سورة طه، الآية: ١٠٢.
(٢) المفاتيح (١/ ٢٢٦).
(٣) فتح البارى (٣/ ٢٣٧).