السبع الطباق وتسجد لله تعالى بين يدي العرش ثم ترد إلى جسده في أيسر زمان، وكذلك روح النائم الميت تصعد بها الملائكة حتى تجاوز السبع السماوات وتقف بين يدي الله فتسجد له وتقضي فيها قضاءه ويريها الملك ما أعد الله لها في الجنة ثم تهبط فتشهد غسله وحمله ودفنه، وقد تقدم في حديث البراء هذا: اكتبوا كتاب عبدي في عليين ثم أعيدوه إلى الأرض، فتعاد إلى القبر وذلك في مقدار تجهيزه وتكفينه، فقد صرح بذلك في حديث ابن عباس حيث قال: فيبسطون به على قدر فراغهم من غسله وإكفانه فيدخلون ذلك الروح بين جسده وأكفانه.
وقد ذكر أبو عبد الله بن مندة من حديث عيسى بن عبد الرحمن فذكره إلى أن قالى: حدثنا عامر بن سعد عن إسماعيل بن طلحة عن عبيد الله عن أبيه قالى: أردت مالي بغابة فأدركني الليل فأويت إلى قبر عبد الله بن عمرو بن حزام فسمدت قراءة من القبر لم أسمع أحسن منها فجئت إلى رسولى الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له فقال: ذلك عبد الله، ألم تعلم أن الله قبض أرواحهم فجعلها في قناديل من زبرجد وياقوت وعلقها وسط الجنة، فإذا كان الليل ردت إليهم أرواحهم التي كانت به، ففي هذ الحديث بيان سرعة انتقال أرواحهم من العرش إلى الثرى ثم انتقالها من الثرى إلى مكانها والله أعلم، قاله في كتاب الروح (١).