للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما هذه الجنازة؟ " فذكر الحديث إلى قوله: "وجبت وجبت وجبت" الحديث، هكذا وقع الحديث في الأصول: وجبت ثلاثا. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فأثنى عليها خير وأثنى عليها شر" هكذا وقع في بعض الأصول مرفوع ووقع في بعض الأصول: "خيرا وشرا"، بالنصب بإسقاط الجار أي فأثنى بخير وبشر، ففي هذا الحديث استحباب توكيد الكلام المهتم بتكراره ليحفظ ويكون أبلغ (١). وأما معنى الحديث: قال النووي (٢): ففيه قولان للعلماء: أحدهما: أن هذا الثناء بالخير لمن أثنى عليه أهل الفضل والصدق والعدالة وكان ثناؤهم مطابقا لأفعاله فيكون من أهل الجنة لأن الفسقة قد يثنون على الفاسق فلا يدخل في الحديث. وكذلك لو كان القائل فيه عدوا له وإن كان فاضلا لأن شهادته عليه في حياته كانت غير مقبولة وإن كان عدلا. وكذلك الحكم في الآخر على ما تقدم. وقيل ذلك فيمن علم الله تعالى أنه لا يحمله الحسد والعداوة أو فرط المحبة وكثرة الإطراء والغلو المذموم فيقول ما ليس فيه من خير أو شر. ولكن إنما ذلك لمن وفق الله ممن يريد بقوله .. وقال بعضهم: في تكرار "أنتم شهداء الله في الأرض" ثلاثا إشارة إلى القرون الثلاثة الذي قال عليه الصلاة والسلام فيهم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، والأظهر فيه التأكيد على ما تقرر، وأنه -صلى الله عليه وسلم- كان] (٣)


(١) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٩).
(٢) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٩).
(٣) هكذا في النسخة الهندية وسقط هذان اللوحان من الأصل.