للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله: "فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه" حبوة الرداء هو مجتمع ثوبه الذي يحتبى به ومتلقى طرفيه في صدره. قاله عياض (١). "وجذبني إليه" يجوز فيه تقديم الباء على الذال ففيه الوجهان، وتقدم الكلام على ذلك في العفو عن الجاني أو قريبا في حديث الأعرابي الذي جبذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بطرف ردائه [جدبة] (٢) شديدة.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "عن الله تعالى وجبت محبتي للمتحابين فيّ" أي في الله تعالى.

قوله: "وللمتباذلين فيّ" أي في الله تعالى، من البذل، والبذل هو الإعطاء لله تعالى من غير عوض. وقيل: معناه بذل الرجل لصاحبه مالا إذا احتاج إليه بحق أخوة الإسلام، وقيل بذله ماله في سبيل الله، والأول أظهر بلفظ المفاعلة ولما [سبق] من [ذكر] (٣) التحابب. قاله عياض (٤).

فائدة: فيها بشرى في الإثار أن المتحابين في الله تعالى على عمود من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة يشرفون على أهل الجنة فيضيء حسنهم لأهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا، عليهم ثياب سندس خضر مكتوب على جباههم هؤلاء المتحابون في الله تعالى. وذكروا أن معروفا الكرخي رحمة الله عليه رُئِيَ في النوم كأنه تحت العرش،


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ١٧٧).
(٢) هكذا هذه العبارة في النسخة الهندية، وفي الأصل: (جبذة).
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٤) انظر: مطالع الأنوار على صحاح الآثار (١/ ٤٦٤) لابن قرقول.