كتاب فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب

٤٠٥٠ - وَعَن جرير بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- أَن النَّبِي -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ إِن اللَّه عز وَجل ليعطي على الرِّفْق مَا لَا يُعْطي على الْخرق وَإِذا أحب اللَّه عبدا أعطَاهُ الرِّفْق مَا من أهل بَيت يحرمُونَ الرِّفْق إِلَّا حرمُوا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَرُوَاته ثِقَات وَرَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد مُخْتَصرا من يحرم الرِّفْق يحرم الْخَيْر زَاد أَبُو دَاوُد كُله (١).

قوله: وعن جرير بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- تقدم الكلام عليه.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق" والخرق بضم الخاء المعجمة وسكون الراء ضد الرفق دل الحديث على فضيلة الرفق وشرفه فينبغي للمسلم أن يستعمل الرفق في كل شيء.

قوله: في رواية مسلم وأبي داود: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله" الحديث وهو منفر لتركه وأكده بقوله "كله" قاله في الحدائق (٢).

٤٠٥١ - وَعَن أبي الدَّرْدَاء -رضي اللَّه عنه- عَن النَّبِي -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ من أعطي حَظه من الرِّفْق فقد أعطي حَظه من الْخَيْر وَمن حرم حَظه من الرِّفْق فقد حرم حَظه من الْخَيْر رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح (٣).

قوله: وعن أبي الدرداء -رضي اللَّه عنه- تقدم الكلام عليه.

(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ٣٠٦ رقم ٢٢٧٤). قال الهيثمي في المجمع ٨/ ١٨: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (٢٦٦٦). وأخرجه مسلم (٧٤ و ٧٥ و ٧٦ - ٢٥٩٢)، وأبو داود (٤٨٠٩)، وابن ماجه (٣٦٨٧) مختصرا.
(٢) حدائق الأولياء (١/ ٥٧٥).
(٣) أخرجه الحميدى (٣٩٧)، وأحمد ٦/ ٤٥١ (٢٧٥٥٣)، والبخارى في الأدب المفرد (٤٦٤)، والترمذي (٢٠١٣). وقال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (٥١٥ و ٨٧٤)، وصحيح الترغيب (٢٦٦٧).