للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هذا قيام العائذ بك من قطع الرحم ووصل اللّه إيصال الرحمة إليه وقطعه قطعها قاله الكرماني (١).

قال البيضاوي (٢): لما كان من عادة المستجيران أن يأخذ بذيل المستجار به أو بطرف إزاره تقطيعا للأمر ومبالغة في الاستجارة فكأنه يشير إلى ان المطلوب أن يحرسه ويذب عنه ما يؤذيه كما يحرس ما تحت إزاره ويذب عنه فإنه لاصق به لا ينفك استعير ذلك للرحم واستعاذتها باللّه من القطيعة، أ. هـ.

قال القاضي عياض رحمه اللّه (٣): الرحم التي توصل وتقطع وتبر إنما هي معنى من المعاني ليست بجسم وإنما هي قرابة ونسب يجمعه رحم والدة ويتصل بعضهم ببعض فسمي ذلك الاتصال رحما والمعاني لا يتأتي منها القيام ولا الكلام لأنه تقريب لفهم عظيم حقها ووجوب صلة المتصفين بها فيكون ذكر قيامها هنا وتعلقها ضرب مثل وحس استعارة على عادة العرب في استعمال الاستعارات والمراد تعظيم شأنها وفضيلة واصليها وعظيم إثم قاطعيها بعقوقهم ولهذا سمي العقوق قطعا والعق الشق كأنه قطع ذلك السبب المتصل قال: ويحتمل أن اللّه تعالى يجعل ملكا من الملائكة وتعلق بالعرش وتكلم على لسانها بهذا بأمر اللّه تعالى، هذا كلام القاضي.


(١) الكواكب الدرارى (١٨/ ٩٣).
(٢) تحفة الأبرار (٣/ ٢٥٠).
(٣) مشارق الأنوار (١/ ٢٨٦)، وشرح النووي على مسلم (١٦/ ١١٢).