بالبر هاهنا بر الوالدين وجميع البر مثل بر العُلماء والمؤمنين والصالحين ومن يستحق البر.
وقوله:"ولا يزيد في العمر" أي ببر هؤلاء تكثر له الحسنات فيكون يوم واحد له في هذا الشأن أفضل وأكثر حسنات منه إذا لم يعتقد ذلك ويجوز أنه ربما ببرهم فيدعو له أحد هؤلاء فتستجاب دعوته فيفوز بخير الدنيا والآخرة فيجزيه اللّه بطيب الحياة في الدنيا فيكون يومه في الدنيا أحسن من أيام كثيرة فكأنه زيادة في العمر وقد يقال: كانت على الليلة أطول من سنة بمعنى من شدة ما لاقيت فيها وكذلك طيّب الحياة يومًا أو ليلة ألذ وأطيب منه في ليال وأيام واللّه أعلم.
٣٧٥٧ - وَعَن سلمَان - رضي الله عنه - أَن رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لا يرد الْقَضَاء إِلَّا الدُّعَاء وَلَا يزِيد فِي الْعُمر إِلَّا الْبر رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب (١).
قوله: وعن سلمان - رضي الله عنه - هو: الفارسي تقدم الكلام عليه وتقدم أيضًا الكلام على هذا الحديث في الدعاء.
(١) أخرجه الترمذي (٢١٣٩)، والبزار (٢٥٤٠)، والطحاوى في مشكل الآثار (٣٠٦٨)، والطبراني في الدعاء (٣٠) والكبير (٦/ ٢٥١ رقم ٦١٢٨). وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب من حديث سلمان، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن الضريس، وأبو مودود اثنان، أحدهما: يقال له: فضة، والآخر: عبد العزيز بن أبي سليمان، أحدهما بصري والآخر مدني، وكانا في عصر واحد، وأبو مودود الذي روى الحديث اسمه فضة بصري. وحسنه الألباني في الصحيحة (١٥٤)، وصحيح الترغيب (١٦٣٩) و (٢٤٨٩).