للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ومن حكم جائر" [قال ابن عباس: ويل للعالم من الاتباع يزل زلة فيرجع عنها ويحملها الناس فيذهبون بها في الآفاق وقال بعضهم مثل زلة العالم مثل انكسار السفينة تغرق ويغرق أهلها فقد استبان لك أيها الأخ كما تضاعف حسنة العالم إذا اقتدى به كذلك تضاعف سيئته إذا اقتدي به فكم من رجل كان يحسن صلاته مدة سنين فرأى عالما يسيء صلاته ويتهاون بالطمأنينة فيها والخشوع فترك ما كان عليه واقتدى بالعالم في ذلك واتخذه عادة ظنا منه أن هذه الصفة تجزئ وإن مثل هذا العالم لا يفعل إلا ما يجوز والنفوس قد طبعت على الميل إلى الراحة وإيثار الرخص وإتباع الأيسر من الواجبات والنفور عن العزائم والتشديدات فلو قيل له لم تسيء صلاتك لقال وما نسبتي إلى العالم فلان وقد رأيته يصلي كذلك فإن كنت منكرا فأنكر عليه فما أنا بأعلم منه ونحو هذا الكلام وقس على هذا جميع ما يصدر من المتلبسين بالعلم فتجد ذلك أعظم الأسباب في جرأة الجاهلين على الذنوب وارتكابهم المعاصي وقلة مبالاتهم بالمخالفات وأشد ما في ذلك على العالم أن العاصي ربما كان يأتي المعصية مع استشعار الخوف والندم وغير ذلك من الأسباب التي تصغر تلك المعصية وإن كانت كبيرة فإذا رأى العالم يفعلها صغرت في عينه وهانت في قلبه وأتاها بإقدام وجرأة فإن كانت صغيرة صارت بذلك كبيرة وإن كانت كبيرة كانت فاحشة غليظة موبقة وبعدت عليه التوبة منها لأنه يأتيها بنوع تأويل باطل يرجع إلى تقليد العالم فيها والاقتداء به وأنه إنما أتاها لعلمه أن فيها رخصة لا يعلمها الجاهل وإثم جميع ذلك على العالم الذي اقتدي به في الضلال وأقامه مقام إبليس في الإضلال ومثل هذا العالم يجب