للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يحول إذا تحرك، وقيل: معناه لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله تعالى، وقيل: لا حول عن معصية الله تعالى إلا بعصمته ولا قوة على طاعة الله تعالى إلا بمعونته، وحكي هذا عن ابن مسعود وكله متقارب، ويقال في التعبير عن قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله الحوقلة، بفتح الحاء وإسكان الواو وبعدها قاف ثم لام قال أهل اللغة: ويعبر عن هذه الكلمة أيضا بالحوقلة والحولقة وبالأول جزم الجمهور والأزهري (١) في التهذيب (٢)، والمعروف المشهور هو الأول، ويقال أيضا لا حيل ولا قوة في لغة غريبة حكاها الجوهري وغيره (٣) ومثل الحوقلة الحيعلة وهي بفتح الحاء وإسكان الياء وفتح العين وهي عبارة عن حي على الصلاة ومثله الحمدلة والبسملة والهيللة والسبحلة إشارة إلى الحمد لله وباسم الله ولا إله إلا الله وسبحان الله، ذكره النووي (٤) والمراد بهذه الكلمات إظهار الفقر إلى الله تعالى بطلب المعونة منه على ما يحاول من الأمور وهو حقيقة العبودية (٥) والله أعلم، ففيها معان كثيرة لإظهار الفاقة والفقر إلى الله تعالى والتوكل والتفويض إلى الله تعالى والاستعانة به تعالى وترك الاعتماد على غيره وهو


(١) تحرير ألفاظ التنبيه (ص ٥٥)، وشرح النووي على مسلم (١٧/ ٢٦ - ٢٧).
(٢) تهذيب اللغة (٣/ ٢٤٠).
(٣) شرح النووي على مسلم (٤/ ٨٧) و (١٧/ ٢٦ - ٢٧).
(٤) شرح النووي على مسلم (٤/ ٨٧).
(٥) النهاية (١/ ٤٦٥).