والصحابية الجواد بن الجواد أمه أسماء بنت عميس الخثعمية وكان أبوه جعفر هاجر بأمه إلى أرض الحبشة فولدت عبد الله هناك وهو أول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة باتفاق العلماء، وقدم مع أبيه من الحبشة مهاجرين إلى المدينة وهو أخو محمد بن أبي بكر الصديق ويحيى بن أبي طالب لأمهما، [وذلك] أن أسماء تزوجها جعفر ثم أبو بكر ثم علي -رضي الله عنهم-، روي لعبد الله عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمسة وعشرون حديثا، اتفق البخاري ومسلم منها على حديثين وتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولعبد الله بن جعفر عشر سنين وكان كريما جوادا حليما وكان يسمى بحر الجود، قال الحافظ عبد الغني: لم يكن في الإسلام أسخى منه، وقال ابن قتيبة في المعارف: كان عبد الله بن جعفر أجود العرب وأخبار أحواله في السخاء والجود والحكم مشهورة لا تحصى، وفي صحيح البخاري عن الشعبي أن ابن عمر كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين، توفي عبد الله بن جعفر بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وهو ابن ثمانين سنة من الهجرة، هذا هو الصحيح وقول الجمهور، صلى عليه أبان بن عثمان وهو والي المدينة وحضر غسله وكفنه وازدحم الناس على حمل سريره وحمل أبان معهم بين العمودين فما فارقه حتى وضعه بالبقيع ودموعه تسيل على خديه ويقول: كنت والله خير لا شر فيك وكنت والله شريفا (١)، أ. هـ.
(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٦٣ - ٢٦٤ ترجمة ٢٩٢).