للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الحديث، ومن إجلاله بالأقوال التسبيح والتحميد والتهليل، أ. هـ.

قوله: "ينعطفن حول العرش" أي: يملن ويدرن بالحضرة القدسية.

قوله: "لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها" الحديث، الدوي صوت ليس بالعالي كصوت النحل وغيره، وفي حديث الإيمان: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل يسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول، وفي هذا الحديث الصحيح حث على ذكر اللّه، من ذكر اللّه تعالى ذكره، قال اللّه تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (١) فذكر العبد يذكر به، ولذلك سمي ذكرًا، حكي القشيري عن أبي سليمان الداراني أنه قال: إن في الجنة قيعانًا فإذا أخذ الذاكر في الذكر أخذت الملائكة في غرس الأشجار فربما يقف بعض الملائكة فيقال له لم وقفت فيقول: فتر صاحبي (٢)، وقال أبو علي الدقاق: الذكر منشور الولاية فمن وفق للذكر فقد أعطي منشورا الولاية ومن سلب الذكر فقد عزب (٣).

قوله: "أما يحب أحدكم أن يكون له [أو لا يزال له] من يذكر به" وفي رواية الحاكم "أيحب أحدكم أن يكون له عند الرحمن شيء يذكر به" لأنه سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى مذكر ولا يغفل ولا ينسى تنزه وتقدس سبحانه، ولكن هذا يدلّ على عادة العرب في التوسع في الخطاب والمجاز، قاله في الديباجة (٤)،


(١) سورة البقرة، الآية: ١٥٢.
(٢) الرسالة (٢/ ٣٧٨).
(٣) الرسالة (٢/ ٣٧٥).
(٤) كتاب الديباجة في شرح سنن ابن ماجه، لا يزال مخطوطًا كما سبق الإشارة إلى هذا.