للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فعسى أن يستديمه فيه فإن سره لله لتعظيمه الناس له فرياء فلا يكون له أجران ولا أجر، وأما التحدث بالعمل فيجوز لمن تمكن عند الحاجة إليه أو ليقتدى به (١) انتهى.

قال الحارث المحاسبي (٢): ومن عمل طاعة في السر ثم أخبر بها الناس فله حالان أحدهما: أن يظهر ذلك ليحصل على أغراض المرائين فهذا مسمع ومن سمع سمع الله به للحديث؛ الثانية: أن يقول ذلك ليقتدى به فإن كان ممن لا يقتدى به ولا يلتفت إليه فلا يحدث بشيء من ذلك احترازًا من التسميع وإن كان ممن يقتدى به كافة الناس فإن وثق بأنه من الرياء إذا تحدث بذلك فليتحدث وإن كان ممن يعتقد فيه بعض الناس دون بعض فلا تتحدث به عند من لا يعتقد فيه ويتحدث به عند من يعتقد فيه إذا أمن من الرياء.

قد جاء أثر معروف أن العبد ليعمل العمل سرا لا يطلع عليه أحدا إلا لله فيتحدث به فينقل من ديوان السر إلى ديوان العلانية ثم يصير في ذلك الديوان على حسب العلانية فإن تحدث به للسمعة وطلب الجهاد والمنزة عند غير الله تعالى يطلبه كما لو فعله لذلك؛ فإن قيل: إذا تاب هذا يعود له ثواب عمله؛ قيل: إن كان قد عمله لغير الله وأوقعه بهذه النية فإنه لا ينقلب صالحا


(١) أخرجه الترمذى (٢٣٨٤)، وابن ماجه (٤٢٢٦)، وابن حبان (٣٧٥). وقال الترمذى: هذا حديث غريب وقد روى الأعمش، وغيره عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وأصحاب الأعمش لم يذكروا فيه عن أبي هريرة. وقال أبو حاتم في العلل (٢٧٦): الصحيح عندي مرسل. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (٤٣٤٤).
(٢) مقاصد الرعاية لحقوق الله (ص ٩٩ - ١٠٠).