للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

متمارين ولا متنازعين في حديث لا ينفعهما، وكان أبو حازم يقول لهم: لا يرينى الله يوم زيد، وقدمنى بين يدى زيد أنه لم يبق أحد أرضى لنفسى ودينى غيره، فأتاه نعى زيد فعقر، فما قام ولا شهده، وكان أبو حازم يقول: اللهم إنك تعلم أنى أنظر إلى زيد فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك، فكيف بملاقاته ومحادثته. ومناقبه كثيرة، توفى بالمدينة سنة ست وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: ثلاث وأربعين (١)].

قوله: "اليسير من الرياء شرك، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة" الأولياء: جمع ولي، والولي: هو من الوَلْي وهو القرب والدنو، والولي فعيل بمعنى فاعل أو بمعنى مفعول، ويترتب على ولايته الولى إجابة دعوته، وقال أبو سعيد: إذا أراد الله أن يوالي عبده فتح عليه باب ذكره، فإذا استلذ الذكر فتح عليه باب القرب ثم رفعه إلى مجلس الأنس به ثم أجلسه على كرسي التوحيد ثم رفع عنه الحجب وأدخله دار الفردانية وكشف له عن الجلال والعظمة فإذا وقع بصره على الجلال والعظمة بقى بلا هوى فحينئذ صار العبد زمنا فانيا فوقع في حفظه سبحانه وبرئ من دعاوي نفسه (٢)] وفي الحديث الآخر: "من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب" آذنته بمعنى أعلمته، قال الشافعي وأبو حنيفة (٣): إذا لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي.


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٠٠ ترجمة ١٨٥).
(٢) الرسالة (٢/ ٤١٩).
(٣) الفقيه والمتفقه (١/ ١٥٠).