للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في ذلك فقال بعضهم: لا يعتد بشيء منها هذا هو الظاهر، وقال بعضهم لا يعتد له بافتتاحها دون ما عداه وقال آخرون: يعتد بالجميع فإنه ما أتى بذلك إلا لله عز وجل فإن التكبير والتسبيح والركوع والسجود لا يكون إلا لله عز وجل (١).

وقال الحليمي (٢): ثبت بالكتاب والسنة أن كل عمل أمكن أن يراد به وجه الله إذا لم يعمل بمجرد التقرب به إليه وابتغاء رضوانه حبط ولم يستوجب به ثوابا إلا أن الترك تفصيلا وهو أن العمل إذا كان من جملة الفرائض وكان على هذا الوجه سقط به الفرض عنه ولم يؤاخذ به في الآخرة ولم يعاقب بما عوقب به التارك ولكنه لا يستوجب به ثوابا وإنما ثوابه ثناء الناس عليه في الدنيا ومدحهم إياه بما فعل وإن كان العمل [من باب] التطوع ففعله يريد به وجوه الناس دون وجه الله تعالى فإن الرياء يحبطه بالكلية بخلاف الأول حيث يحصل على سقوط الفرض عنه، فإن قيل: فإن لم يشتغل به ولم يرجوه [ولم يعلم أحد] أنه فعل خيرًا أو شرًّا، فالجواب: أنه لا يؤجر بشيء عاجل ولا آجل [فإنما هو] رجل خسر الدنيا والآخرة (٣). انتهى قاله في الديباجة، وقال في الديباجة أيضا: وأما ما ورد في الشركة فهو [محمول على] ما إذا [كان قصد الرياء مساويا لقصد الثواب أو أغلب منه أما إذا كان ضعيفا


(١) مقاصد الرعاية لحقوق الله (ص ٩٧ - ٩٨) للعز بن عبد السلام.
(٢) المنهاج في شعب الإيمان (٣/ ١١٤).
(٣) المنهاج في شعب الإيمان (٣/ ١١٤ - ١١٥).