كتاب فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب

وقلبه متصل بالمحل الأعلى قال رجل لبعض العارفين باللّه: قد قطعت إليك مسافة قال: ليس هذا الأمر بقطع المسافات، فارق نفسك بخطوة وقد وصلت إلى مقصودك، شعر (١):

جِسْمِي مَعِي غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ عِنْدَكُمُ ... فَالْجِسْمُ فِي غُربَةٍ وَالرُّوحُ فِي وَطَنِ (٢)

١٧ - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا يبْعَث النَّاس على نياتهم" (٣). رَوَاهُ ابْن مَاجَه بِإِسْنَاد حسن وَرَوَاهُ أيْضا من حَدِيث جَابر إِلَّا أنه قَالَ "يحْشر النَّاس".

قوله: وعن أبي هريرة، اختلفوا في اسمه واسم أبيه على أقوال نحو ثلاثين قولًا (٤). وقال ابن إسحاق: حدثني بعض أصحابنا عن أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر فسميت في الإسلام عبد الرحمن وإنما كناني أبي أبا هريرة لأني كنت أرعى غنما فوجدت هرة فجعلتها في كفي فقال أبي: أنت أبو هريرة (٥) ولم يرو عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - أحد من الرجال أكثر مما روي عنه أبو هريرة فإنه روى عنه خمسة آلاف حديث وثلاثمائة حديث

(١) ذكره الخرائطي في اعتلال القلوب (٢/ ٣٢١).
(٢) لطائف المعارف (ص ٢٥١).
(٣) أخرجه ابن ماجه رقم (٤٢٢٩)، وأحمد في مسنده (١٥/ ٤٤)، وأبو يعلى رقم (٦٢٤٧).
وصححه الألباني في الجامع الصغير رقم (٢٣٧٩)، وقال في صحيح الترغيب والترهيب (١٣): صحيح لغيره. وأخرجه ابن ماجه ايضا رقم (٤٢٣٠) عن جابر بن عبد اللّه.
(٤) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢٧٠).
(٥) تاريخ دمشق (٦٧/ ٢٩٨)، ومرآة الزمان (٧/ ٤١٨).