للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فيها أهل وعشيرة وأمكنه إظهار دينه لم يجز له أن يهاجر لأن المكان الذي هو فيه قد صار دار إسلام؛ الهجرة الثامنة: الهجرة إلى الشام في آخر الزمان عند ظهور الفتن كما رواه أبو داود والإمام أحمد منه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ستكون هجرة بعد هجرة وألزمهم مهاجر إبراهيم ... " الحديث (١)، فهذه ثمانية أقسام للهجرة ذكرت في شرح الأحكام للعراقى (٢).

وقال ابن العربي (٣): قسم العلماء رضي اللّه عنهم: الذهاب في الأرض قسمين هربا وطلبا فالأول ينقسم إلى ستة أقسام:

الأول: الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام وهي باقية إلى يوم القيامة والتي انقطعت بالفتح هي القصد على النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كان.

الثاني: الخروج من أرض البدعة، قال أبو القاسم: سمعت مالكًا يقول: لا يحل لأحد أن يقول بأرض يسب فيها السلف.

الثالث: الخروج من أرض غلب عليها الحرام فإن طلب الحلال فرض على كل مسلم.

الرابع: الفرار من الأذية في البدن وذلك على فضل من اللّه تعالى أخص فيه فإذا خشى على نفسه فقد أذن الله تعالى في الخروج عنه والفرار بنفسه للّه ليصب من ذلك المحذور وأول من فعله إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين


(١) أخرجه أبو داود رقم (٢٤٨٢)، وأحمد في مسنده (١١/ ٤٥٥).
(٢) طرح التثريب (٢/ ٢٢).
(٣) أحكام القرآن (١/ ٦١١ - ٦١٣) وقد لخصها النووي في شرح الأربعين (ص ١٣ - ١٥).