للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أو لأن منقار الديك مجاور لعرفه وهو أحمر والأعجمي أحمر كما جاء رجل أحمر كأنه من الموالي، وحديث: "بعثت إلى الأسود والأحمر" وفسر بالعرب والعجم، انتهى، والحكمة في كون النقرات ثلاثًا إشارة إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سلم سلم ثلاثًا وإذا تكلم بأمر أعاده ثلاثًا ليحفط عنه كما رواه البخاري (١) عن أنس، والمراد بالسلام الاستئذان، وقد ورد التصريح به في الحديث، ولعل الديك فعل ذلك لعمر - رضي الله عنه - فالأولى لينتبه والثانية ليستيقظ والثالثة ليستعد لأمر الله تعالى، واقتصر على الثلات لأنها أقل مدة معتبرة في الشرع غالبا فلم يزد عليها، قال الله تعالى: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (٦٤) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (٦٥)} (٢)، وتنبني على الثلاث مسائل كتيرة لا تنحصر ليس هنا محل ذكرها، وقوله: "ثلاثا" إشارة إلى عدد الطعنات فإنه ورد أنه طعنه بالخنجر ثلاثا كما سنذكره في صفة قتله - رضي الله عنه -، وقول أسماء في التعبير: يقتلك أعجمي لأن الديك فيها ما أصله متوحش كاليمني والحبشي ويلزم المحرم الضمان بإتلافه وفرخه وبيضه وغير المتوحش وهو الأهلي فلا ضمان فيه ولأن الديك يعبر عنه بالرجل المملوك لأن نوحا عليه السلام أرسله ليسلك له الطريق ويعرفه عنها فلما أنقذه غدر فصار مكسوفا في البيوت كالمملوك ومنع من الطيران دون غيره من الطيور ويعبر عنه بالمحارب من قبل المماليك لأن من


(١) رقم (٩٤).
(٢) سورة هود، الآيتان: ٦٤ - ٦٥.