للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

محاسن الأمور دون مساوئها على وجه الأدب (١) ومعنى: "والشر ليس إليك" أي: أن الشر لَا يتقرب به إليك ولا يبتغي به وجهك أو أن الشر لا يصعد إليك وإنما يصعد إليك الطيب من القول والعمل وليس المقصود نفي شيء عن قدرته وإثباته لها فإن هذا الدعاء مندوب إليه وهو مذهب أهل الحق أن كل شيء فعل الله وخلقه سواء خيرها وشرها (٢)، وفيه [خمسة أقوال] أقوال أحدها: لا يتقرب به إليك وهو قول أكثرهم، والثاني: لا يضاف إليك على انفراده فلا يقال يا خالق القردة والخنازير ويا رب الشر ونحو هذا وإن كان الله تعالى خالق كل شيء ورب كل شيء وحينئذ يدخل الشر في العموم وهو محكي عن الشيخ أبي حامد عن المزني، والثالث: معناه والشر لا يصعد إليك إنما يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح، الرابع: معناه والشر ليس شرا بالنسبة إليك فإنك خلقته لحكمة بالغة وإنما هو شر بالنسبة إلى المخلوقين حكاه الخطابى، والخامس: أنه كقولك فلان إلي بني فلان أي في عدادهم، ا. هـ، حكاه الخطابي (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت" الحديث، سئل أبو عثمان عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أسألك الرضا بعد القضاء فقال: لأن الرضا قبل القضاء عزم على الرضا والرضا بعد القضاء هو الرضي (٤)


(١) شرح النووي على مسلم (٦/ ٥٩).
(٢) النهاية (٢/ ٤٥٨).
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ٥٩).
(٤) الرسالة (٢/ ٣٤٤).