قوله: عن أم سلمة، هي أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، سيأتي الكلام على مناقبها في كتاب النوافل مبسوطًا.
قول أم سلمة: كان الناس في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام المصلي يصلي لم يعد بصر أحدهم عن موضع قدميه، الحديث، قال العلماء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: ومن هنا أخذ الشافعي والجمهور أن المصلي يستحب له أن ينظر في موضع سجوده ولا يجاوزه في جميع الصلاة لما روي أنه -صلى الله عليه وسلم- فعله، وروي أيضا أنه أمر به، وبه قال الشافعي والسادة الصوفية بأسرهم فإنه أحضر القلب وأجمع الفكر، قال النووي في منهاجه: قلت: من إدامة نظره إلى موضع سجوده لأن جمع البصر في مكان واحد أقرب إلى الخشوع، وقال مالك: ينظر المصلي تلقاء وجهه، وقال في موضع آخر: ينظر أمامه فإنه إذا حنى رأسه ذهب بعض القيام المفروض عليه في الرأس وهو أشرف الأعضاء، وقال بعضهم: يكره تغميض عينيه، قال النووي: قلت لا يكره إلا أن يخاف ضررا، وروى محمد بن سيرين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينظر إلى السماء في صلاته فأنزل الله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢)} (١) فجعل ينظر حيث يسجد، وقد روى أن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا استفتح لم ينظر إلا إلى موضع سجوده، كذا هو في المهذب، ورواه البيهقي عن أنس ولم يصح شيء من ذلك حديث صحيح أن هذا في جميع الصلاة، وقيل: ينظر في القيام إلى موضع سجوده، وفي