للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة جمع سُبْرَة وَهِي شدَّة الْبرد.

قوله: عن ابن عباس تقدم الكلام على مناقبه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أتاني أت من ربي" وفي رواية "رأيتُ ربي في أحسن صورة" الحديث قيل رؤية العبد لله تعالى عبارة عن علمه به ولما كان علمه -عَلِيْهِ السَّلَام- بربه تعالى أتم المعلوم تكون رؤيته على أحسن الصور والصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته وعلى معنى صفته يقال: صورة الفعل كذا كذا أي هيئته وصورة الأمر كذا وكذا: أي صفته فيكون المراد بما جاء في الحديث أنه أتاه في أحسن صفة ويجوز أن يعود المعنى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أي أتاني ربي وأنا في أحسن صورة وتجري معاني الصورة كلها عليه إن شئت ظاهرها أو هيئتها أو صفتها فأما إطلاق ظاهر الصورة على الله تعالى فتعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا قاله في النهاية (١).

فائدة: كان نزول الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أحوال مختلفة جمعها الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - فمنها النوم كما في حديث ابن إسحاق وكما قالت عائشة رضي الله عنها أيضًا أول ما يبدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا الصادقة وفي بعض النسخ الصالحة وقد قال إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} (٢) فقال: ابنه {افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} (٣) فدل على أن الوحي كان يأتيهم في النوم كما


(١) النهاية (٣/ ٥٨ - ٥٩).
(٢) سورة سورة الصافات، الآية: ١٠٢.
(٣) سورة سورة الصافات، الآية: ١٠٢.