للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فارقه جميع ذلك (١)، وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحدث فيهما نفسه" المراد النفس الروحانية والمراد به لا يحدث نفسه بشيء من أمور الدنيا وما لا يتعلق بالصلاة ولو عرض له حديث ما فأعرض عنه بمجرد عروضه عفي عن ذلك وحصلت له هذه الفضيلة إن شاء الله لأن هذا ليس فعله وقد عفي لهذه الأمة عن الخواطر التي تعرض ولا تستقر قاله الماوردي (٢) والقاضي والنووي فقالوا: حديث النفس في الحديث هو المجتلب والمكتسب وأما ما يقع في الخواطر غالبا فليس هو المراد لأنه قل من تسلم صلاته من حديث النفس وإنما حصلت له هذه المرتبة لمجاهدة نفسه من خطوات الشيطان ونفيها عنه ومجاهدته ومحافظته عليها حتى لم يشتغل عنها طرفة عين وسلم من الشيطان باجتهاده وتفريغ قلبه وقال بعضهم هذا الذي يكون من غير قصد يرجى أن تقبل معه الصلاة ويكون دون صلاة ومن لم يحدث نفسه بشيء لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما ضمن الغفران لداعي ذلك لأنه قل من تسلم صلاته من حديث النفس (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "غفر له ما تقدم من ذنبه" قال النووي في شرح مسلم: الصغائر من الذنوب فقد قال الأصحاب نظير ذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم - في صوم عرفة "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" أنهم ذكروا أن


(١) الكليات (ص ٨٩٨) للكفوى.
(٢) كذا في الأصل والصواب المازرى.
(٣) المعلم (١/ ٣٥١)، وإكمال المعلم (٣/ ١٩)، وشرح النووى على مسلم (٣/ ١٠٩).