للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من جنس سبقه إلى الأذان ودخول المسجد ونحوه أي فهو سبق ترتيب لا رتبة ومعلوم أن الذي سمع خشخشته بين يديه هو روح بلال وإلا فجسده لم ينقل إلى الجنة وأما الدخول حقيقة فهو - صلى الله عليه وسلم - أول من يدخلها مطلقا، وأما هذا الدخول فالمراد به سريان الروح في حالة النوم فلا إشكال في ذلك قاله في حادي الأرواح (١).

قوله: فقال بلال يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ركعتين" وقط فيها لغات أفصحها تشديد الطاء وضمها إذا كانت ظرفا زمانيا بمعنى الدهر وقد تخفف الطاء وتضم القاف وهي اسم للزمان الماضي كعوض اسم للآتي (٢)، وأما الركعتان بعد الوضوء فما تعرف إلا في هذا وقد أقرها - صلى الله عليه وسلم - وكذلك الوضوء عند الحدث في قوله "ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عندها" أي عند حالة الحدث (٣).

قوله: "بهذا" أي بسبب ذلك سبقت وهو تشريع لأمته فيقتدى ببلال فيهما ويكون لهما أجرهما وأجر من عمل بهما إلى يوم القيامة فيمن سن سنة حسنة والله أعلم، وروى الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتيت على قصر مربع مشرف من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لرجل من العرب، فقلت: أنا عربي، لمن هذا القصر؟ قالوا لرجل من قريش، فقلت: أنا قرشي، لمن


(١) حادى الأرواح (١/ ١١٦)، والروح (ص ١٩٣)، وطرح التثريب (٢/ ٥٨).
(٢) الفائق (٣/ ٢٠٨)، ومشارق (٢/ ١٨٣).
(٣) مشكاة المصابيح (٤/ ١٢٤٨)، وطرح التثريب (٢/ ٥٩).