للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل نقل أبو المعالي الجويني (١) عن أبيه (٢) تكفير من يضع الحديث، لكن أبا المعالي، ضعف هذا القول، وقال: إنه لم يره لأحد من الأصحاب وأنه هفوة عظيمة (٣).

وقد نقل الذهبي عن ابن الجوزي قوله: ولا ريب أن الكذب على الله وعلى رسوله في تحليل حرام أو تحريم حلال كفر محض، وإنما الشأن في الكذب عليه فيما سوى ذلك (٤).

ولا عبرة بما ذهب إليه محمد بن كرام السجستاني (٥) من إباحة وضع الأحاديث المتضمنة للترغيب في الطاعة، والتنفير من المعصية، دون ما يتعلق به حكم من أحكام الشريعة، مؤولين حديث: "من كذب


(١) هو: أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني إمام الحرمين الحبر البحر النظار الأصولي المتكلم.
من تصانيفه: الشامل في أصول الدين، البرهان، الورقات في أصول الفقه، الإرشاد، وغيرها. توفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
انظر: الطبقات الكبرى للسبكي ٥/ ١٦٥ - ٢٢٢.
(٢) هو: عبد الله بن يوسف بن عبد الله الجويني، الإمام الفقيه الأصولي الأديب، المفسر، أوحد زمانه.
له: التبصرة والتذكرة، ومختصر المختصر، التفسير الكبير، توفي سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة. انظر: تبيين كذب القري لابن عساكر ص ٢٥٧ - ٢٥٨، وطبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٧٣ - ٩٣.
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم ١/ ٦٩.
(٤) الكبائر للذهبي ص ٧٠، الزواجر لابن حجر الهيثمي ١/ ٩٧.
(٥) هو: محمد بن كرام السجستاني أبو عبد الله العابد، امام الكرامية، ورد نيسابور، فحبسه طاهر بن عبد الله، ثم ذهب إلى ثغور الشام، ثم عاد إلى نيسابور فحبسه محمد بن طاهر، فطال حبسه، مات سنة خمس وخمسين ومائتين.
انظر: الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل ١/ ٢٩٦.

<<  <   >  >>