للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدل على أَنَّهُنَّ عِنْده غير مشركات وَإِن رأين حربه وَأَنَّهُمْ مَعَ هَذِه الْحَال مؤمنات

وَكَذَلِكَ قَوْله فَإِنَّهُم إخْوَانكُمْ يدل على أَنهم مُسلمُونَ لَيْسُوا بكفار وَلَا فساق أَيْضا

وَلِأَن مثل هَذَا الْإِطْلَاق يَقْتَضِي الْمُسَاوَاة عِنْده فِي الرُّتْبَة والمنزلة الدِّينِيَّة

وَقد روى أَن الْأَعْوَر بن أبان الْمنْقري وَكَانَ من أماثل أَصْحَاب عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَامَ إِلَيْهِ فِي مسيره إِلَى الْبَصْرَة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ علام تقدمنا فَقَالَ على الْإِصْلَاح وإطفاء الثائرة لَعَلَّ الله يجمع شَمل هَذِه الْأمة وَيَضَع حربهم وَقد أجابوا قَالَ فَإِن لم يجيبوا قَالَ تركناهم مَا تركونا قَالَ فَإِن لم يتركونا قَالَ دفعناهم عَن أَنْفُسنَا قَالَ فَهَل لَهُم مثل مَا عَلَيْهِم من هَذَا قَالَ نعم

وَرُوِيَ رِوَايَة ظَاهِرَة أَن عليا قَامَ عِنْد مُنْصَرفه من الشَّام وَخُرُوج الْخَوَارِج عَلَيْهِ وإنكارهم التَّحْكِيم وإكفارهم مُعَاوِيَة وَأهل الشَّام وَالْبَصْرَة عِنْد خطاب ورأي أشارت عَلَيْهِ بِهِ همذان وَجَارِيَة بن قدامَة التَّمِيمِي فَقَالَ عِنْد ذَلِك إِنَّا وَالله مَا قاتلنا أهل الشَّام على مَا توهم هَؤُلَاءِ الضلال من التَّكْفِير والفراق فِي الدّين وَمَا قاتلناهم إِلَّا لنردهم إِلَى الْجَمَاعَة وأتاكم هَذَا مِنْهُم فِي الْفرْقَة وَإِنَّهُم لإِخْوَانِنَا فِي الدّين قبلتنا وَاحِدَة ورأينا أننا على الْحق ودونهم وَإِنِّي لعلى عهد من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمر أَمرنِي فِيهِ بِقِتَال الباغين والناكثين وَإِن الرشاد عِنْدِي أَن يجمعنا الله وإياهم وَمَا لهَذَا الْأَمر مثل الرِّفْق عَسى الله أَن يجمع هَذِه الْفرْقَة إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ من الْجَمَاعَة فَمَا كره الصُّلْح من هَؤُلَاءِ الضلال إِلَّا من كَانَ يكره الْجِهَاد لِلْعَدو ويضنون بِأَنْفسِهِم عَن الْحَرْب ويريدون الاعتداء على الْمُسلمين لقد كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن الْقَتْل بَين الْآبَاء وَالْأَبْنَاء والإخوان وَذَوي الْقرَابَات فَمَا نزداد عل كل مُصِيبَة وكل شدَّة

<<  <   >  >>