للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالُوا: إِذَا قِيلَ لِغَيْرِ الْمَدْخُولِ بِهَا: أَنْتِ طَالِقٌ، وَطَالِقٌ، وَطَالِقٌ - وَقَعَتْ وَاحِدَةٌ؛ بِخِلَافِ: أَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثًا؛ وَأُجِيبَ بِالْمَنْعِ؛ وَهُوَ الصَّحِيحُ.

وَقَوْلُ مَالِكٍ []: وَالأَظْهَرُ أَنَّهَا مِثْلُ (ثُمَّ)؛ إِنَّمَا قَالَهُ فِي .........................

الشرح: "قالوا: إذا قيل لغير المدخول بها: أنْتِ طالق، وطالق، وطالق - وقعت واحدة؛ بخلاف أنت طالق ثلاثًا"؛ فلو اقتضت (الواو) الجمع، لم تفترق الصُّورتان.

"وأجيب بالمنع"؛ فقد قال أحمد بن حنبل (١)، وبعض المالكية؛ بوقوع الثلاث؛ وهو قول قديم للشافعي؛ أثبته ابن أبي هريرة (٢).

قال المصنّف: "وهو "- أي: المنعُ - "الصحيحُ".

ونقله: ابن أبي هريرة في (النَّوَادر) عن ابن حبيب، وقاله فضل بن أبي سَلَمَة (٣) في (اختصار الواضحة).

الشرح: "و" أما "قول مالك: والأظهر أنها مثلًا (ثُمَّ) (٤) " - فمحمول على أنه "إنَّما قاله في


= الكفر (٢١) وفي (١٠/ ٤٧٨) كتاب الأدب، باب الحب في الله (٦٠٤١) وفي ١٢/ ٣٣٠ كتاب الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر (٦٩٤١) - وأخرجه مسلم ١/ ٦٦ كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان (٦٧/ ٤٣).
(١) أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أبو عبد الله المروزي ثم البغدادي، ولد سنة ١٦٤ هـ، أخذ الفقه عن الشافعي، وسلك مسلكه، صنف المسند. قال إبراهيم الحربي: كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين.
توفي سنة ٢٤١ هـ. ينظر: طبقات ابن قاضي شهبة ١/ ٥٦، وحلية الأولياء ٩/ ١٦١، وتذكرة الحفاظ ٢/ ٤٣١.
(٢) ينظر: حاشية الدسوقي ٢/ ٣٦ نهاية المحتاج ٦/ ٤١٧، المغنى لابن قدامة ٧/ ١٠٤.
(٣) فضل بن سلمة بن جرير بن منخل الجهني، كان حافظًا للفقه على مذهب مالك، بعيد الصيت فيه، وكان يرحل إليه للسماع منه، والمفقه عنده، كان بصرًا بالمذهب، حافظًا له، متضننًا. قال أبو محمد بن حزم الظاهري: كان من أعلم الناس بمذهب مالك. وله مخنصر في "المدونة"، ومختصر "الواضحة" إلى غير ذلك، وتوفي سنة ٣١٩ هـ ينظر: الديباج ٢/ ١٣٧ - ١٣ وشجرة النور ١/ ٨٢، وجذوة المقتبس ٣٠٨.
(٤) هذا جواب عن سؤال مقدر، تقديره أن مذهب مالك أن الواو مثل ثم، ولا نزاع في أن ثم في صورة: ثم طالق تقع طلقة واحدة، فيجب أن يقع في صورة الواو أيضًا واحدة، فكيف يصح أن =

<<  <  ج: ص:  >  >>