وَفِي الحَدِيث الصَّحِيح عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ يذاد رجال عَن حَوْضِي يَوْم الْقِيَامَة فَأَقُول يَا رب أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيُقَال لي إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك فَأَقُول كَمَا قَالَ العَبْد الصَّالح وَكنت عَلَيْهِم شَهِيدا مَا دمت فيهم فَلَمَّا توقيتني كنت أَنْت الرَّقِيب عَلَيْهِم وَأَنت على كل شَيْء شَهِيد
الثَّانِي من الْأُمُور الدَّالَّة على بطلَان هَذِه الْوَصِيَّة وَأَنَّهَا كذب قَوْله فِيهَا وَمن كبتها وَكَانَ فَقِيرا أغناه الله أَو مديونا قضى الله دينه أَو عَلَيْهِ ذَنْب غفر الله لَهُ ولوالديه ببركة هَذِه الْوَصِيَّة الى أَخّرهُ وَهَذَا من أعظم الْكَذِب وأوضح الدَّلَائِل على كذب مفتريها وَقلة حيائه من الله وَمن عباده لِأَن هَذِه الْأُمُور الثَّلَاثَة لَا تحصل بِمُجَرَّد كتب الْقُرْآن الْكَرِيم فَكيف تحصل لمن كتب هَذِه الْوَصِيَّة الباطله وَإِنَّمَا يُرِيد هَذَا الْخَبيث التلبيس على النَّاس وتعليقهم بِهَذِهِ الْوَصِيَّة حَتَّى يكتبوها ويتعلقوا بِهَذَا الْفضل المزعوم وَيَدْعُو الْأَسْبَاب الَّتِي شرعها الله لِعِبَادِهِ وَجعلهَا موصلة الى الْغنى وَقَضَاء الدّين ومغفرة الذُّنُوب فنعوذ بِاللَّه من أَسبَاب الخذلان وَطَاعَة الْهوى والشيطان
الْأَمر الثَّالِث من الْأُمُور الدَّالَّة على بطلَان هَذِه الْوَصِيَّة فوله فِيهَا وَمن لم يَكْتُبهَا من عباد الله أسود وَجهه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهَذَا أَيْضا من أقبح الْكَذِب وَمن أبين الْأَدِلَّة على بطلَان هَذِه الْوَصِيَّة الَّتِي جَاءَ بهَا أَن من لم يَكْتُبهَا يسود وَجهه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن كتبهَا كَانَ غَنِيا بعد الْفقر وسليما من الدّين بعد تراكمه عَلَيْهِ ومغفورا لَهُ مَا جناه من الذُّنُوب سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عَظِيم