وَقَالَ الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ: الْقصاص ينقلون حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام من غير معرفَة بِالصَّحِيحِ والسقيم.
قَالَ: وَإِن اتّفق أَنه نقل حَدِيثا صَحِيحا، كَانَ آثِما فِي ذَلِك لِأَنَّهُ ينْقل مَا لَا علم لَهُ بِهِ، وَإِن صَادف الْوَاقِع كَانَ آثِما بإقدامه على مَا لَا يعلم.
قَالَ: وَأَيْضًا فَلَا يحل لأحد مِمَّن هُوَ بِهَذَا الْوَصْف أَن ينْقل حَدِيثا من الْكتب وَلَو من الصَّحِيحَيْنِ، مَا لم يقرأه على من يعلم ذَلِك من أهل الحَدِيث.
وَكَانَ بعض المحتاطين من أولي التَّحْقِيق والعرفان إِذا روى حَدِيثا قَالَ: شبه هَذَا وقريبا مِنْهُ، أَو مَعْنَاهُ، وَنَحْو ذَلِك خوفًا من السَّهْو وَالنِّسْيَان، فِي الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان.