للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي صلاة ركعتي الفجر؛ ليعطي وصفًا بعد ذلك لمن بعده قائلًا: «ما رأيت أبي يصليهما قط، إلا وكأنه يبادر حاجة» (١).

وهذا مصعب بن سعد بن أبي وقَّاص، يراقب أيضًا صلاة والده سعد - رضي الله عنه -، فيلحظ اختلافًا في الهيئة بين حالها في المسجد، وحالها بينهم في بيته؛ فيسأل ليتعلَّم.

يقول مصعب: كان أبي إذا صلى في المسجد تجوز وأتم الركوع والسجود، وإذا صلى في البيت أطال الركوع والسجود والصلاة! قلت: يا أبتاه! إذا صليت في المسجد جوَّزت، وإذا خلوت في البيت أطلت؟ قال: «يا بني! إننا أئمة يقتدى بنا» (٢).

وظاهرٌ من هذين الأثرين أن الآباء كانت لهم عبادة في بيوتهم، لا يراها إلا صغارهم وآل بيتهم، فيتعلمونها منهم، عن طريق القدوة والمشاهدة.

ولربما غفل الصغار عن المتابعة؛ فيحاول الوالد أن يلفت الانتباه لفعله، دون أن يناديهم أو يكلمهم.

كما كان يفعل عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - في بيته، إذ كان «يُسمع


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٦٣٥٥) عن وكيع، عن أبي حميد، سمعه من جعفر؛ به. وأبو حميد هذا لم أهتدِ إليه!
(٢) إسناده صحيح: أخرجه عبدالرزاق (٣٧٢٩)، وابن أبي شيبة (٤٦٦٥)، والطبراني في «الكبير» (١/ رقم ٣١٧).

<<  <   >  >>