للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول مولاه وخادمه خالد بن سعد: «كان أبو مسعود إذا نُثِرَ -أي: السكر، وما يُشابهه من الحلوى- على الصبيان (١) منع صبيانه، واشترى لهم» (٢).

وهذه الرحمة والعاطفة لا يتوقَّف حدُّها على البشر فقط، بل تمتد لتشمل الطيور والحيوانات أيضًا، فلا تُروَّع، ولا تؤذى بغير وجه حق، خاصَّة إذا كانت في الحرم.

يخرج جعفر الصادق في صغره إلى بعض طرقات المدينة، فيمسك عصفورًا، ويلعب به كعادة الأطفال، وفي محاولة منه للهو: جعل ينتف صدغي العصفور!

رآه زين العابدين علي بن الحسين وهو على تلك الحالة، فأحب أن يُلقنه الدرس عمليًّا حتى لا ينساه، فأخذ بصدغي جعفر فنتفه، ثم قال: «يوجعك؟» قال جعفر: نعم.

قال عليٌّ: «فإن هذا يوجعه كما يوجعك، خلِّ سبيله، هذا حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (٣).


(١) كما يحدث في العُرس والأفراح والحفلات.
(٢) إسناده صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة (٢١١٢٦).
(٣) في إسناده من لم أعرف: أخرجه أبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (٩٢) من طريق عبيدالله بن محمد بن عبدالله بن علي بن حسين، عن أبيه، عن جعفر بن محمد؛ به. وعبيد الله وأبوه لم أقف لهما على ترجمة!

<<  <   >  >>