للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ومن خلال تتبع كلام المفسرين وأهل اللغة تبين لي أن في هذه الكلمة ثلاثة أقوال:

الأول: العدل. وهو قول ابن عقيل، وبه قال الفراء (١)، وابن اليزيدي (٢)، والطبري (٣)، وابن فارس (٤)، والجوهري (٥)، والراغب (٦)، والرازي (٧)، ورجحه القرطبي بقوله: (والوسط العدل، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها) (٨).

الثاني: الخيار.

قال الطبري: (وأما الوسط، فإنه في كلام العرب الخيار) (٩)، وهذا موافق للقول الأول فالاختلاف فيه اختلاف تنوع، ولذا قال الطبري: (وأما التأويل؛ فإنه جاء الوسط بمعنى العدل، وذلك معنى الخيار؛ لأن الخيار من الناس عدولهم) (١٠).

الثالث: أن الوسط من التوسط بين الإفراط والتفريط.

قال الكلبي (١١): (يعني أهل دين وسط بين الغلو والتقصير؛ لأنهما مذمومان في الدين) (١٢).

وهذا التأويل لا يخرج في معناه عما قبله بل أول ما يدخل فيه العدل الخيار، ومن هنا يمكن الجمع بين الأقوال برجوعها إلى معنى واحد وهو العدل الخيار الذي من لازمه عدم الإفراط أو التفريط.


(١) معاني القرآن ١/ ٨٣.
(٢) ينظر: غريب القرآن وتفسيره ص ٣١.
(٣) جامع البيان ٢/ ٦٢٧.
(٤) معجم مقاييس اللغة ٦/ ١٠٨.
(٥) في الصحاح ٣/ ٩٧٥.
(٦) المفردات ص ٥٩٥.
(٧) في تفسير غريب القرآن العظيم ص ٢٩١.
(٨) الجامع لأحكام القرآن ٢/ ١٠٤.
(٩) جامع البيان ٢/ ٦٢٦.
(١٠) جامع البيان ٢/ ٦٢٧.
(١١) هو أبو النضر محمد بن السائب بن بشر بن عمرو الكلبي الكوفي، مات سنة ١٤٦ هـ، ينظر: تهذيب الكمال ٢٥/ ٢٤٦ (٥٢٣٤)، طبقات الداوودي ٢/ ١٤٩.
(١٢) معالم التنزيل ١/ ٨٣.

<<  <   >  >>