وَيَجِيء فِي بعض أَلْفَاظ هَذَا الحَدِيث: إِنَّه يرتو فؤاد الحزين: أَي يشده ويقويه، ويسرو عَن فؤاد السقيم: أَي يكْشف عَنهُ.
٢٤٨٩ - / ٣١٨٩ - وَفِي الحَدِيث السَّادِس وَالْأَرْبَعِينَ:" أعوذ بك من فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال " قد سبق ذكره وَتَفْسِير الاسمين.
فَإِن قيل: كَيفَ احْتَاجَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يستعيذ من الدَّجَّال وَقد ثَبت أَن الدَّجَّال إِذا رأى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام يذوب، وَنَبِينَا أَعلَى منزلَة؟ فَالْجَوَاب من ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا أَنه أَرَادَ تعليمنا. وَالثَّانِي: أَن يكون تعوذ مِنْهُ لأمته. وَالثَّالِث: لِأَن عصمته من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَهُوَ مُحْتَاج إِلَى الِاسْتِعَاذَة من كل شَيْء.
والفتنة فِي الأَصْل الاختبار، ثمَّ يُقَال لمن " وَقع فِيمَا يُخَالف الاختبار لأَجله: قد فتن، فَيحْتَمل قَوْله: " أعوذ بك من فتْنَة الْغنى والفقر " أَن يكون بِمَعْنى الاختبار وَبِمَعْنى الافتتان.
وَأما فتْنَة النَّار فَهِيَ الإحراق، كَقَوْلِه تَعَالَى {يَوْم هم على النَّار يفتنون}[الذاريات: ١٣] .
وَقَوله: اغسل خطاياي بِمَاء الثَّلج وَالْبرد " قد ذكرنَا فِي مُسْند عبد الله