إنَّ العيشَ مع القرآن وتدبره مفتاحُ استقامة القلب، ولا شيء يَعْدِلُ العيش مع القرآن في تثبيتِ القلب وإرساءِ دعائمه؛ ولذا أمر الله «بتدبر كتابه، والتفكر في معانيه، والاهتداء بآياته، وأثنى على القائمين بذلك، وجعلهم في أعلى المراتب، ووعدهم أَسْنَى المواهب، فلو أنفق العبدُ جواهرَ عُمُرِهِ في هذا الفن، لم يكنْ ذلك كثيرًا في جنب ما هو أفضل المطالب، وأعظم المقاصد، وأصل الأصول كلها، وقاعدة أساس السعادة في الدارين، وصلاح أمور الدِّين والدنيا والآخرة، وبه يتحقق للعبد حياةٌ زاهرة بالهدى والخير والرحمة، ويُهيئ الله له أطيب الحياة والباقيات الصالحات»(١).
إنِّ الانطلاقةَ الأولى للعيشِ مع القرآن تكمُن في تدبُّره وطول التأمُّل في آياته.
نعم إنه «ليس شيءٌ أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاتِه مِن تدبر القرآن، وإطالة التأمُّل فيه، وجَمْعِ الفكر على معاني آياته، فإنها تُطْلِعُ العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى