للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما عن طاووس (١)، قال: (سمعت ابن عباس يقول: كنت آخر الناس عهداً بعمر، فسمعته يقول: القول ما قلت. قلت: وما قلت؟ قال: الكلالة: من لا ولد له). وكان الذي في ذلك من عمر - يعني الولد - أن يكون كلالة، والوقوف عن الوالد، هل هو كلالة، أم لا؟

وقد روي عنه رضي الله عنه في ذلك خلاف ما في هذا الحديث. كما عن سعيد بن المسيب، قال: (كان عمر كتب كتاباً في الكلالة، فلما حضرته الوفاة دعا بالكتاب، فمحاه، وقال: ترون فيه رأيكم) ثم نظرنا فيما روي في الكلالة سوى ذلك؟ فوجدنا عن الشعبي، قال: أمر المغيرة بن شعبة (٢) صعصعة بن صوحان (٣) أن يخطب الناس، فتكلم، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عز وجل بعث محمداً حين درست الآثار، وتهدمت المنار، فبلَّغ ما أرسل به، ثم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستخلف أبو بكر، فأقام المصحف، ووَّرث الكلالة، وكان قوياً في أمر الله عز وجل، ثم قبض أبو بكر، واستخلف عمر، فمصر الأمصار، وفرض العطاء، وكان قوياً في أمر الله عز وجل، ثم قبض عمر، واجتمع الناس على عثمان، فكانت خلافته قدراً، وقتله قدراً. فقال المغيرة: انظروا ما يقول حين انتهى إلى عثمان. فقال: أمرتني أن أخطب، فخطبت، ثم أمرتني أن أجلس، فجلست.


(١) طاووس هو: أبو عبد الرحمن طاووس بن كيسان اليماني الحميري، وكانت وفاته بمكة سنة (١٠٥ هـ) (تهذيب الكمال ٣٠/ ٤٩٥).
(٢) المغيرة هو: أبو عبد الله المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، أسلم عام الخندق، وكان موصوفاً بالدهاء، وكانت وفاته بالكوفة سنة
(٥٠ هـ) (أسد الغابة-٥/ ٢٤٧).
(٣) صَعْصَعةُ بن صوحان بن حُجْر بن الحارث العبدي، تابعي من الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وثقه ابن حبان وغيره، وكانت وفاته بالكوفة في
خلافة معاوية (تهذيب الكمال -٣/ ٤٥٣).

<<  <   >  >>