للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ماروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقصر في السفر ويتم، ويفطر ويصوم" (١).

٣ - ماروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "أعتمرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة حتى إذا قدمت مكة قلت: يارسول الله، بأبي أنت وأمي، قصرت وأتممت، وصمت وأفطرت. فقال: أحسنت يا عائشة، وما عاب عليَّ" (٢)

٤ - أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يتم ويقصر الصلاة في السفر، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة رضي الله عنهم. (٣)

فدلت هذه الأحاديث والآثار: على جواز القصر والإتمام للصلاة في السفر، خاصة وأن رخص السفر جاءت على التخيير كالصوم والإفطار للصائم، فكذلك القصر والإتمام للمصلي (٤).

الترجيح: والراجح هو القول الثالث، لأن الآية الكريمة التي معنا، وأفعال الصحابة، دالت على جواز القصر والإتمام. وأما الأحاديث الدالةعلى القصر، فإنها لا تعدو أن تكون مؤكدة لأفضلية القصر،. وليست بدالة على وجوب القصر، والمنع من الإتمام.

وبهذا يتبين أن ماقاله الإمام الطحاوي هو خلاف القول الأولى في المراد بالآية.

والله تعالى أعلم.


(١) تقدم تخريجه (٣٧١)
(٢) أخرجه النسائي في سننه - كتاب تقصير الصلاة في السفر - باب المقام الذي يقصر بمثله الصلاة (حـ ١٤٥٥ - ٣/ ١٣٨)
والبيهقي في سننه الكبرى - كتاب الصلاة - باب من ترك القصر في السفر (حـ ٨ - ٣/ ١٤٢).
(٣) أخرج البخاري في صحيحه - كتاب تقصير الصلاة - باب الصلاة بمنى (حـ ١٠٣٢ - ١/ ٣٦٧)
ومسلم في صحيحه - كتاب صلاة المسافرين - باب قصر الصلاة بمنى (حـ ١٥٨٨ - ٥/ ٢٠٨).
(٤) تفسير آيات الأحكام للصابوني (١/ ٥٧٧).

<<  <   >  >>