للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(مختصر اختلاف العلماء - ١/ ٣٧٦ - ٣٧٨).

الدراسة

بين الإمام الطحاوي أن المراد بـ (التكبير) في قوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة:١٨٥] يحتمل ثلاثة أقوال:

١ - أنه التكبير يوم الفطر.

٢ - أنه التكبير الذي يكبره الإمام في خطبته.

٣ - أنه تعظيم الله تعالى بالأقوال وبالأفعال.

وإليك بيان هذه الأقوال مع بيان القول الراجح منها:

القول الأول: أن المراد بالتكبير في الآية هو: أنه التكبير يوم الفطر.

- وهذا قول: جمهور المفسرين ومنهم: زيد بن أسلم، وابن عباس، وابن عمر، وعائشة، رضي الله عنهم.

قال الطبري: (والتكبير الذي حضهم الله على تعظيمه به: التكبير يوم الفطر) (١). فيكون تكبير الإمام في خطبته داخلاً في ذلك.

قال أبو بكر الجصاص: (التعظيم المذكور في هذه الآية ينبغي أن يكون متعلقاً بإكمال عدة رمضان، وأولى الأشياء به إظهار لفظ التكبير. ثم جائز أن يكون تكبيراً يفعله الإنسان في نفسه عند رؤية هلال شوال، وجائز أن يكون المراد به التكبير المفعول في الخروج الي المصلى، وجائز أن يراد به تكبيرات صلاة العيد. وجائز أن يراد به التكبير الذي يكبره الإمام في خطبته.

وكل ذلك يحتمله اللفظ ولا دلالة فيه على بعض دون بعض. فأيها فعل المؤمن فقد قضى عهدة الآية وفعل مقتضاها) (٢).

القول الثاني: أن المراد بالتكبير في الآية هو: تعظيم الله تعالى في كل وقت وحين اعتقاداً وقولاً وعملاً (٣).

فلا يختص هذا الثناء والتعظيم بلفظ "التكبير"، بل يعظم الله تعالى ويثني عليه بما شاء من ألفاظ الثناء والتعظيم (٤).


(١) انظر: تفسير الطبري (٢/ ١٦٤) وتفسير السمعاني (١/ ١٨٥).
(٢) أحكام القرآن للجصاص (١/ ٢٢٥).
(٣) انظر: أحكام القرآن للجصاص (١/ ٢٢٥) وتفسير السمرقندي (١/ ١٨٥).
(٤) تفسير أبي حيان (٣/ ٢٠٣).

<<  <   >  >>