للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بُعِثَ كفروا به (١). فذلك قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٦].

وقال ابن سعد: حدثنا محمد بنُ (سعد بنِ) (٢) إسماعيل بنِ أبي فُدَيْك، عن موسى بن يعقوب الزَمَعِيّ، عن سهل مولى عُتَيْبَةَ أنَّه كان نصرانيًّا وكان يتيمًا في حِجْر عمِّه وكان يقرأ الإنجيل، قال: فأخذت مصحفًا لعمِّي فقرأته حتى مرَّتْ بي ورقة أنكرتُ كثافتها (٣)، فإذا هي ملصقة ففتقتُها فوجدت فيها نَعْتَ محمد ، أنه لا قصير ولا طويل، أبيض، بين كتفيه خاتَمُ النبوة، يكثر الاحتبَاءَ، ولا يقبلُ الصدقةَ، ويركبُ الحمارَ والبعيرَ، ويَحْتَلِبُ الشاةَ، ويلبس قميصًا مُرَقَّعًا، وهو من ذرية إسماعيل، اسمه أحمد. قال: فجاء عمي فرأى الورقة (فضربني، وقال: ما لك وفتح هذه الورقة؟) (٤) فقلت: فيها نعت النبيِّ أحمد، فقال: إنه لم يأتِ بعدُ (٥).

وقال وهب: أوحى الله إلى إشَعْيَا أني مبتعثٌ نبيًّا أفتح به آذانًا صُمًّا وقلوبًا غُلْفًا، أجعل السكينةَ لباسَهُ، والبِرَّ شعارَهُ، والتقوى ضميرَهُ، والحكمةَ معقولَه، والوفاءَ والصِّدْق طبيعتَه، والعفو والمغفرة والمعروف خُلُقَه، والعدلَ سيرته، والحقَّ شريعتَه، والهدى إمامَه والإِسلامَ ملَّتَه،


(١) انظر: "دلائل النبوة" لأبي نعيم: ص (٤٠)، "تفسير البغوي": (١/ ٤٠٢).
(٢) ليست في "الطبقات".
(٣) في "الطبقات": "كتابتها".
(٤) ما بين القوسين ساقط من "د".
(٥) انظر "الطبقات" لابن سعد (١/ ٣٦٣)، وانظر: "أعلام رسول الله المنزلة على رسله" لابن قتيبة، لوحة (٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>