للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* الصَّيْمَريُّ (١): ولا يُنقَل فعلُ التعجُّب إلا من فِعلِ الفاعل، فأما قولهم: ما أَبْغَضَه إليَّ، وما أَمْقَتَه عندي، وأنت تريد [أنه] (٢) مَقِيتٌ، وأنه مُبْغَضٌ؛ فإنه مأخوذٌ من: بَغُضَ، ومَقُتَ، وهما فعلُ فاعلٍ (٣).

* لَحَّنَ ابنُ (٤) سِيدَه في كتاب "الإِعْراب عن مَرَاتب قراءةِ الآدابِ" (٥) أبا الطَّيِب في قوله:

اِبْعَدْ بَعِدتَّ بَيَاضًا لَا بَيَاضَ لَهُ ... لَأَنْتَ أَسْوَدُ فِي عَيْنِي مِنَ الظُّلَمِ (٦)؛

لأن الألوان كالخَلْق، فكما لا يقال: ما أَيْدَاه، ولا: ما أَرْجَلَه (٧)؛ كذلك هذا؛ ولأن أفعال الألوان والعيوبِ في الأصل على "افْعَلَّ" و"افْعَالَّ"، وما يُجاوز الثلاثةَ لا يُتَعَجَّبُ منه.

قال: فأما استشهادُ بعضِهم بقوله (٨):

جَارِيَةٌ فِي دِرْعِهَا القضاض (٩)


(١) التبصرة والتذكرة ١/ ٢٦٦.
(٢) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في التبصرة والتذكرة وعند ياسين.
(٣) الحاشية في: ٨٩، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٤٨٢.
(٤) هو علي بن أحمد، وقيل: ابن إسماعيل الضرير المُرْسي الأندلسي، أبو الحسن، إمام حافظ للغة والشعر، أخذ عن أبيه وصاعد، له: المحكم، والمخصَّص، والأنيق في شرح الحماسة، وغيرها، توفي سنة ٤٥٨. ينظر: معجم الأدباء ٤/ ١٦٤٨، وإنباه الرواة ٢/ ٢٢٥، وبغية الوعاة ٢/ ١٤٣.
(٥) لم أقف على ما يفيد بوجوده، وذكر نحوه مختصرًا في: شرح المشكل من شعر المتنبي ٤٧، ٤٨ (ت. الداية)، ٤٧، ٤٨ (ت. السقا)، وينظر: الرسالة الموضحة ٨٥، ٨٦.
(٦) بيت من البسيط. ابعَد بَعِدتَّ: من بَعِدَ يبعَد إذا ذهب وهَلَكَ، وهذا دعاء على الشيب. ينظر: الديوان ٢٩، والفسر ٤/ ٤٤٨، وشرح ديوان المتنبي للواحدي ٥٢.
(٧) هذان تعجُّبان من اليد والرِّجْل.
(٨) نسب لرُؤْبة بن العجَّاج.
(٩) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت وعند ياسين: الفَضْفَاضِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>