للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما عمومًا فمِنْ وجهين: أحدهما: أنه لا يتصرَّفُ، والثاني: أنه لا مصدرَ له.

وأما خصوصًا فإنه شبيهٌ بـ"أَفْعَلِ" التفضيل من وجهين: إشعارُه بالمَزِيَّة، وأنه لا يُبنَى إلا مما يُبنَى منه، ووجهٌ ثالثٌ: أنه على وَزْنه، ووجهٌ رابعٌ: أنه لا يَرفع الظاهرَ (١).

* ع: أنشد ابنُ عُصْفُورٍ في أوائل "شرح الجُمَل" (٢):

يَا مَا أُمَيْلِحَ غِزْلَانًا شَدَنَّ لَنَا ... مِنْ هَؤُلَيَّاءِ بَيْنَ الضَّالِصـ والسَّمُرِ (٣)

ورأيت مَنْ ينشدُه: «يا ما أُحَيْسِنَ» (٤)، وينشدُه: «هَؤُلَيَّاكُنَّ» (٥)، وكلاهما خطأٌ، أما الأول فمِنْ جهة الرواية فقط، وأما الثاني فلذلك، ولأن اسم الإشارة إذا كان جمعًا ممدودًا مُلحَقًا كافَ الخطاب لا يلحقها (٦) "ها" من أوَّله فيما أحفظُ (٧).

وتِلْو أفعَلَ انصِبنَّه كما ... أوفَى خليلينا وأصدق بهما


(١) الحاشية في: ٨٧.
(٢) ١/ ١١٣، ٥٨٣.
(٣) بيت من البسيط، قيل: للعَرْجي، وقيل: لعلي بن محمد العريني المتوفى بعد سنة ٣٢٠. شَدَنَّ: قَوِين واكتمل خَلْقُهن، والضال: جمع ضَالَةٍ، وهو السِّدْر البري. ينظر: زيادات ديوان العرجي ١٨٣، وليس في كلام العرب ٢٠١، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي ١/ ١٢١، وأمالي ابن الشجري ٢/ ٣٨٣، والإنصاف ١/ ١٠٤، وتوجيه اللمع ٣٨٢، وشرح التسهيل ١/ ٢٤٤، ولسان العرب (ش د ن) ١٣/ ٢٣٥، والتذييل والتكميل ٣/ ١٩٠، والمقاصد النحوية ١/ ٣٨٠، وخزانة الأدب ١/ ٩٣.
(٤) ينظر: لسان العرب (ش د ن) ١٣/ ٢٣٥، ونضرة الإغريض ٢٨٠.
(٥) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مطبوعة شرح جمل الزجاجي وكثير من مصادر البيت: هَؤُلَيَّائِكُنَّ؛ وبه يستقيم الوزن، ونقل السيوطي البيتَ في شرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٢ عن خط ابن هشام في بعض تعاليقه باللفظ الذي أنكره هنا: هَؤُلَيَّائِكُنَّ، وهو بالإنشاد الذي صوَّبه ابن هشام: هَؤُلَيَّاءِ في: الزهرة ١/ ٣٥٩، والمحب والمحبوب ٢/ ١٥٣، وليس في كلام العرب ٢٠١، والمحكم ١٠/ ٤٤٥، وشرح الكافية للرضي ١/ ٤٩.
(٦) كذا في المخطوطة، والصواب: لا يلحقه.
(٧) الحاشية في: ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>