للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طابَقْتَ، كقولك: اختلف الناس آراءً، أو: تفاوتوا أذهانًا.

ثم التمييزُ الذي بعد الجمع إذا لم يُوقِع (١) (٢).

(خ ٢)

* التمييزُ: كلُّ اسمٍ نكرةٍ بمعنى "مِنْ"، لبيان ما قبله من اسمٍ مبهمِ الحقيقةِ، أو إجمالٍ في نسبةِ العامل إلى فاعله أو مفعولِه.

فـ «نكرة» مخرجٌ لـ"وَجْهَه" و"الوجهَ" في: زيدٌ حَسَنٌ وجهَه أو: الوجهَ، ونحوِ ذلك.

و «بمعنى مِنْ» مخرجٌ نحو: رأيت رجلًا، وأعطيت دينارًا، واعتكفت ليلةً، وضربته تأديبًا.

وقولُه: «لبيان ما قبله» مخرجٌ لنحو: لا رجلَ في الدار، وأستغفر الله ذنبًا.

وقولُنا: «ما قبله» فيه أن عامل التمييز مقدَّم.

وقولُنا: «مبهم الحقيقة» كـ"العشرون" في قولك: عشرون درهمًا.

وقولُنا: «إلى فاعله» كـ"نفسًا" في: طبت نفسًا.

وقولُنا: «أو مفعوله» كـ"عيونًا" في: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} (٣).

وقد اشتمل قولُ الناظم: «اسمٌ بمعنى "مِنْ" مبينٍ نكره» على معنى الحدِّ الذي ذكرنا؛ إلا أنه لم يقسِّم المبيِّنَ باعتبار المبيَّن، ولا يلزمه ذلك، وقد بيَّنَّا قسمَيْه، وهذا الحدُّ


(١) كذا في المخطوطة، ولم أقف للكلام على تتمة، والذي في شرح التسهيل ٢/ ٣٨٥: أن المميِّز الذي لم يتحد مع الأول معنًى قد يكون بعد جمع، فيُختار إفراده إذا لم يُوقِع في محذور، كقوله تعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا}، فالإفراد في هذا النوع أولى من الجمع؛ لأنه أخفُّ، والجمعية مفهومة مما قبل، فأشبه مميِّز "عشرين" وأخواته، فإن أَوقَع الإفراد في محذورٍ لزمت المطابقة، كقولك: كَرُمَ الزيدون آباءً، بمعنى: ما أكرمهم من آباء، فلا بدَّ من كون مميِّز هذا النوع جمعًا، لأنه لو أُفرد لتُوُهِّم أن المراد كون أبيهم واحدًا موصوفًا بالكرم.
(٢) الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين ١٥/ب و ١٦/أ.
(٣) القمر ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>