للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(خ ٢)

* فإن قلت: وا غلامَ غلامي؛ وجب تحريكُ الياء، وفي "الوَسَاطة" (١) في:

وَا حَرَّ قَلْبَاهُ (٢) ... ... ...

ما نصُّه: وأضعفُ من لَحاق هذه الهاءِ إسقاطُ ياءِ "قَلْبِيَاه"، والصوابُ إثباتُها، وكذا: وا انقطاعَ ظَهْرِيَاه؛ لأن الياء إنما تسقط حيث يحذف التنوين من المنادى، فلما كنت تقول: وا زيدُ، فتَحذفُ التنوينَ قلت: وا غلاماه، بإسقاط الياء، ولو قلت: وا غلامَ غلامِيَاه؛ أثبتَّ الياء؛ لأنك تقول في النداء: يا غلامَ زيدٍ، فتنوين (٣) المضاف إلاظ (٤) المنادى، ولك في المفرد إثباتُ الياء، تقول: وا غلامِيَاه، وإذا جاء موضعٌ تَثْبُت فيه النونُ فليس غيرُ إثبات الياء، هذا الذي عليه جِلَّةُ النحويين وحُذَّاقُهم، وقد أجاز بعضهم إسقاط الياء في هذا الموضع، وهو في الشعر أقوى منه في الكلام (٥).


(١) الوساطة بين المتنبي وخصومه ٤٦٤.
(٢) بعض بيت من البسيط، للمتنبي، تقدم قريبًا.
(٣) كذا في المخطوطة، والصواب ما في الوساطة: فتنوِّنُ.
(٤) هذا الرمز للظن والشكّ في العبارة، ولعل سببه التحريف السابق في "تنوِّن". ينظر: معجم مصطلحات المخطوط العربي ٢٣٩، وتقاليد المخطوط العربي ٢٠٧.
(٥) الحاشية في: ١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>