يَقُول مَا حَكَاهُ الْعلمَاء عَن العتبى " مستحبين " قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجَاء أَعْرَابِي فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله سَمِعت الله يَقُول: " وَلَو أَنهم إِذْ ظلمُوا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لَهُم الرَّسُول لوجدوا الله تَوَّابًا رحِيما ". وَقد جئْتُك مُسْتَغْفِرًا من ذَنبي، مستشفعاً بك إِلَى رَبِّي، ثمَّ أنشأ يَقُول: يَا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم نَفسِي الْفِدَاء لقبر أَنْت ساكنه ... فِيهِ العفاف وَفِيه الْجُود وَالْكَرم ثمَّ اسْتغْفر وَانْصَرف، فغلبتني عَيْنَايَ فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقَالَ: يَا عتبى الْحق بالأعرابي فبشره أَن الله قد غفر لَهُ. قَالَ بعض الْعلمَاء: يَقُول الزائر بعد السَّلَام وَالصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ إِنَّك قلت وقولك الْحق: " وَلَو أَنهم إِذْ ظلمُوا أنفسهم جاءوك ". الْآيَة. اللَّهُمَّ إِنَّا قد سمعنَا قَوْلك وأطعنا أَمرك، وقصدنا نبيك هَذَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مستشفعين بِهِ إِلَيْك من ذنوبنا، وَمَا اثقل ظُهُورنَا من أوزارنا، تَائِبين إِلَيْك من زللنا، معترفين بخطايانا وتقسيرنا، اللَّهُمَّ فتب علينا، وشفع نبيك هَذَا فِينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وارفعنا بِمَنْزِلَتِهِ عنْدك وَحقه عَلَيْك، اللَّهُمَّ اغْفِر للمهاجرين وَالْأَنْصَار وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان وَلَا تجْعَل فِي قُلُوبنَا غلاً للَّذين آمنُوا رَبنَا إِنَّك رؤوف رَحِيم، وَللَّه در هَذَا الْأَعرَابِي حَيْثُ استنبط من الْآيَة الْكَرِيمَة الْمَجِيء إِلَى زيارته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد مَوته مُسْتَغْفِرًا، فَإِن ذَلِك أظهر فِي قصد التَّعْظِيم وَصدق الْإِيمَان، واستغفار الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد الْمَوْت حَاصِل؛ لِأَنَّهُ الشَّفِيع الْأَكْبَر يَوْم الْقِيَامَة والوسيلة الْعُظْمَى فِي طلب الغفران وَرفع الدَّرَجَات، من بَين سَائِر ولد آدم، والمجيء إِلَيْهِ بعد مَوته تَجْدِيد لتأكيد التوسل بِهِ إِلَى الله تَعَالَى وَقت الْحَاجة، وَقد خمس هذَيْن الْبَيْتَيْنِ الشَّيْخ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَمِين الأقشهري رَحمَه الله تَعَالَى فَقَالَ: خير المزار لدُنْيَا ثمَّ أعظمه ... وَخير من سرّ عرش الرب مقدمه ناديته بمقول وَهُوَ أقومه ... يَا خير من دفنت فِي الترب أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم طُوبَى لجاركم طابت مساكنه ... جَار بجار وجار المرتع آمنهُ قَول إِذا قلت تشفيني محاسنه ... نَفسِي الْفِدَاء لقبر أَنْت ساكنه فِيهِ العفاف وَفِيه الْجُود وَالْكَرم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute