للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحَدهما أقام الصَّلاة والآخر صلَّى فقط، لكن الأوَّل أقامها خاشعًا مستبصرًا مخلصًا يرجوا ثواب الله ويخاف عقاب الله.

{الصَّلَاةِ} المذكورة في القُرْآن كثيرًا بُيِّنت بالسُّنَّة، توجد أشْيَاء مبينة في القُرْآن لكن غالب ذَلِك بينته سُنَّة الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - وبهَذَا نعرف أن السنة ضرورية في الشَّرع وأن من أنكرها فقد هدم جانبًا كبيرًا من الشَّرع، وقد وُجد بعض النَّاس أنكر السنة والعِيَاذ وباللهِ.

وسَمِعْنَا أن بعض الزعماء من العرب صاروا يصادرون كتب السنة، قِيلَ لي أنهم يصادرون البخاري ومسلمًا من المكتبات حَتَّى لا تنتشر سُنَّة الرَّسُول عَلِيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بين أمته - والعِيَاذ باللهِ -، وهَذَا لا شَك أنَّه كفر، لأَن الَّذِي يُبيح لنفسه أن يُصادر كتب الحديث الَّتِي تلقتها الأُمَّة بالقبول، لو صادروا كتبًا مضلَّة ضعيفة موضوعة لكنا نحمدهم على هَذَا الْأَمْر، لكن يصادرون كتبًا صحيحة تلقتها الأُمَّة بالقبول وعلمها المُسْلِمُونَ واعتبروها سندًا، هَؤُلَاءِ لا شَك أنهم كفَّار، لأنهم كَفَرُوا بسُنَّة الرَّسُول عَلِيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بل بالقرآن نفسه، لأَن الله يَقُول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)} [الأحزاب: ٢١]، ويقول: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: ٨٠]، ويقول: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: ٣١]، ويقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: ٧]، ويقول: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: ٣٦].

والآيَات في هَذَا كَثيرَة وبينة واضحة، فإقامة الصَّلاة ما بيَّنها بَيانًا كافيًا إلَّا سُنَّة الرَّسُول عَلِيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

<<  <   >  >>