للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسيء فأثابه فأقل ما يقال فيه: إنه وحاشاه أخلف وعده. هذا أقل ما يقال، وهذا ولا شك مناف للعدل وللصدق، فنقول لهم: إنَّ الله قال في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرَّمت الظلم على نفسي" (١)، وهذا يدل على أنه قادر عليه، لكن حرَّمه على نفسه لكمال عدله جلَّ وعلا، إذاً نحن نقول لا يظلم الله أحداً لكمال عدله لا لأن الظلم غير ممكن في حقه، كما قالت الجهمية.

***

(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف: ٥٠)

قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ) "إذ" هذه تأتي كثيراً في القرآن، والمُعرِبون يقولون: إنها مفعول لفعل محذوف، والتقدير: اذكرْ إذْ يعني اذكر هذا للأمة حتى تعتبر به ويتبين به فضيلة بني آدم عند الله.

وقوله: (لِلْمَلائِكَةِ) هم عالم غيبي خلقهم الله من نور. كما أعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلقهم من نور (٢). وأعلمنا الله تعالى في


(١) رواه مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب: تحريم الظلم، (٢٥٧٧)، (٥٥).
(٢) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خلقت الملائكة، من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم". رواه مسلم: كتاب الزهد والرقائق، باب: في أحاديث متفرقة، (٢٩٩٦)، (٦٠). وغيره.

<<  <   >  >>