للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالأبرار أصحاب اليمين هم المتقربون إليه بالفرائض يفعلون ما أوجب الله عليهم ويتركون ما حرَّم الله عليهم ولا يكلفون أنفسهم بالمندوبات؛ ولا الكف عن فضول المباحات.

وأمَّا السابقون المقربون فتقربوا إليه بالنوافل بعد الفرائض ففعلوا الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات فلمَّا تقربوا إليه بجميع ما يقدرون عليه من محبوباتهم أحبَّهم الرَّب حُبًّا تامًّا" (١).

"وقد قال تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (٢) وهذه الأربعة هي مراتب العباد: أفضلهم الأنبياء ثم الصدِّيقون، ثم الشُّهداء، ثم الصالحون ... فإن الله يقول: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (٣) فكلُّ من كان مؤمنًا تقيًّا كان لله وليًّا.

وهم على درجتين: السَّابقون المقرَّبون، وأصحاب اليمين المقتصدون، كما قسمهم الله تعالى في سورة فاطر وسورة الواقعة والإنسان والمطففين" (٤).

"وإذا كان (أولياء الله) هم المؤمنين المتقين فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته لله تعالى، فمن كان أكمل إيمانًا وتقوى كان أكمل ولاية لله، فالناس متفاضلون في ولاية الله - عز وجل - بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى" (٥)، وأفضل الأولياء هم الأنبياء، وأفضلهم المرسلون منهم، وأفضل المرسلين أولو العزم من الرُّسل


(١) مجموع الفتاوى ١١/ ١٧٦.
(٢) سورة النساء: ٦٩.
(٣) سورة يونس: ٦٢.
(٤) مجموع الفتاوى ٢/ ٢٢٥.
(٥) المرجع نفسه ١١/ ١٧٥.

<<  <   >  >>