للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبيل المثال- أنَّ للإنسان يدًا ليست كيد الفيل، وقوةً ليست كقوَّة الجمل مع الاتفاق في الاسم.

قال ابن تيمية: "ليس للمطلق مسمَّى موجود في الخارج، ولكن العقل يفهم من المطلق قدرًا مشتركًا بين المسميين، وعند الاختصاص يُقيَّد ذلك بما يتميَّز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق، ولا بدَّ من هذا في جميع أسماء الله وصفاته، يفهم منها ما دلَّ عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق وما دلَّ عليه بالإضافة والاختصاص" (١).

فالله - عز وجل - سمَّى نفسه بالحي في قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (٢).

وسمَّى بعض عباده حيًّا، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (٣).

وليس هذا الحيُّ مثل هذا الحي؛ لأن قوله: {الحي} اسمٌ لله مختصٌّ به، وقوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} اسمٌ للحيِّ المخلوق مختصّ به، وكذلك يقال في اسم الله (العليم) فإنَّ الله تسمَّى به، قال تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (٤)، وقال في حق المخلوق: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} (٥)، (٦).

وكل اسم من أسماء الله - عز وجل - له معنى يخصُّه غير الاسم الآخر، وليس معنى


(١) شرح الرسالة التدمرية, ص ١٢٧.
(٢) سورة البقرة: ٢.
(٣) سورة الأنعام: ٩٥.
(٤) سورة النساء: ٢٦.
(٥) سورة الذاريات: ٢٨.
(٦) ينظر: مجموع الفتاوى ٣/ ١١.

<<  <   >  >>