للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما تركتُ بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء» (١).

يقول الحافظ ابن حجر: "وفي الحديث أنَّ الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} (٢).

فجعلهن من حبِّ الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك" (٣).

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ الدنيا حلوة خضرة وإنَّ الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإنَّ أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» (٤).

وما أيس الشيطان من شيءٍ إلا أتاه من قبل النساء، وقد كان السلف الصالح أشدَّ إيمانًا وأكثر عملًا ومع هذا فإنهم لا يأمنون على أنفسهم فتنة النساء.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ... » (٥).

ج- المجاهدة عند الصوفية؛ لحصول الشيخ على تقديس الناس له وظهور الكرامات (٦)، وحصوله للعلم بغير تعلم، قال ابن عجيبة: "عداوة النفس تمكنك من


(١) أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب ما يُتَّقى من شؤم المرأة ٥/ ١٩٥٩، رقم ٤٨٠٨.
(٢) سورة آل عمران: ١٤.
(٣) فتح الباري ٩/ ٤١.
(٤) أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتن بالنساء ٤/ ٢٠٩٨، رقم ٢٧٤٨.
(٥) أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة إلا ذو محرم والدخول على المغيبة، ٣/ ٣٩٥، رقم ٥٢٣٢.
(٦) سيأتي بحثها في موضعها.

<<  <   >  >>