للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إذ العلماء كلهم على خلافه, والسنن وردت برده, والشارع - صلى الله عليه وسلم - علمنا النظافة والطهارة وبه طهرنا الله من الأدناس، فريقه - صلى الله عليه وسلم - يتبرك به ويستشفى (١).

وفي الحديث أيضًا أن الشهداء لا تأكل الأرضُ لحومَهم، وقيل: أربعة لا تعدو عليهم الأرض ولا هوامها: الأنبياء، والعلماء والشهداء والمؤذنون، وقيل: ذلك لأهل أحد خاصة كرامة لهم. والله أعلم (٢).

قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -:

١٣٥١ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ - رضى الله عنه - قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ دَعَانِى أَبِى مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: مَا أُرَانِى إِلَاّ مَقْتُولًا فِى أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِنِّى لَا أَتْرُكُ بَعْدِى أَعَزَّ عَلَىَّ مِنْكَ، غَيْرَ نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِنَّ عَلَىَّ دَيْنًا فَاقْضِ، وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا. فَأَصْبَحْنَا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ، وَدُفِنَ مَعَهُ آخَرُ فِى قَبْرٍ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِى أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ الآخَرِ فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً غَيْرَ أُذُنِهِ.

قَالَ الشَّارِحُ - رحمه الله -:

(حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مسرهد قال: (أَخْبَرَنَا) وفي رواية: حدثنا (بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (٣)) بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة, والمفضل بضم الميم وتشديد الضاد المعجمة.

[١٠١ ب/س]

قال: (حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَطَاءٍ) هو ابن أبي رباح (عَنْ جَابِرٍ) هو ابن عبدالله (- رضي الله عنه -) قال الجياني: كذا روى هذا الإسناد عن البخاري إلا أبا علي بن السكن وحده، فإنه قال في روايته: / شعبة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن جابر - رضي الله عنه - (٤).


(١) التوضيح (١٠/ ٧٥).
(٢) شرح صحيح البخارى لابن بطال (٣/ ٣٣٧).
(٣) هو: بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي، أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت عابد، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة، تهذيب الكمال (٤/ ١٤٧) (٧٠٧)، وتقريب التهذيب (ص: ١٢٤) (٧٠٣).
(٤) فتح الباري (٣/ ٣١٥). وعمدة القاري (٨/ ١٦٦).