للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وعند ابن ماجه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - يرفعه: "إن الميت يصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح غير فزع، ولا مشغوب (١)، ثم يقال له: فيما كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول محمد رسول الله، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: لا ما ينبغي لأحد أن يراه، فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله عنه (٢). ثم يفرج له فرجة قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها، وما فيها، فيقال: هذا مقعدك، ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث، إن شاء الله تعالى، ويجلس الرجل السوء في قبره، فزعًا مشغوبًا، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول لا أدري.

[٩٠ ب/س]

فيقال له: ما هذا الرجل / فيقول: سمعت الناس يقولون قولًا، فقلته، فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يفرج له فرجة إلى النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا، فيقال له: هذا مقعدك، على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث، إن شاء الله تعالى" (٣).

وفي رواية الحاكم: "فإن كان مؤمنًا كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصوم عن يمينه، وكانت الزكاة عن يساره، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فأيُّ جهة أتى منها يمنع، فيمثل له الشمس قد دنت الغروب فيقال له: ما تقول في هذا الرجل. . . . " الحديث مطولًا، وقال صحيح ولم يخرجاه (٤).


(١) [مشعوف]
(٢) [عنه] زاد على أصل ابن ماجة.
(٣) سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى (٢/ ١٤٢٦) (٤٢٦٨)، من طريق محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، إسناده حسن، هانئ مولى عثمان صدوق، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الترمذي، أبواب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر (١٠٧١) من طريق بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وقال: حديث حسن غريب.
(٤) المستدرك على الصحيحين، كتاب الجنائز (١/ ٥٣٥) (١٤٠٣)، من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا سعيد بن عامر، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.