للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

على البناء للمفعول (وَتَوَلَّىَ) على البناء للفاعل أي: أدبر (وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ) من باب تنازع الفعلين في الفاعل. وقال ابن التين: إنه كرر اللفظ والمعنى واحد. وتُعُقِّبَ بأن التولي هو: الإعراض والإدبار، ولا يستلزم الذهاب (١).

وقال الحافظ العسقلاني: رأيت مضبوطًا بخط معتمد "وتُولِّى" بضم أوله والواو وكسر اللام على البناء للمفعول أي: تولى أمره أي: الميت (٢).

وتعقبه العيني: بأنه لا يعتمد على هذا. انتهى (٣) فليتأمل.

وفي رواية: "وتولى عنه أصحابه" (٤) وهو الموجود في جميع الروايات عند مسلم وغيره (حَتَّى إِنَّهُ) أي: الميت.

وهمزة "إن" مكسورة لوقوعها بعد حتى الابتدائية؛ كقولهم: "مرض فلان حتى إنهم لا يرجونه" قاله الزركشي والبرماوي وغيرهما (٥)، وزاد الدماميني ووجود لام الابتداء المانع من الفتح في قوله (لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ) أي: نعال الناس الذين حول قبره من الذين باشروا دفنه وغيرهم (٦).

وقرع النعال صوتها عند المشي، والقرع في الأصل الضرب (٧)، فكأن أصحاب النعال إذا ضربوا الأرض بها خرج منها صوت (أَتَاهُ مَلَكَانِ) بفتح اللام، وهما المنكر والنكير، كما فسرا في حديث أبي هريرة وغيره، وسميا بذلك؛ لأن خلقهما لا يشبه خلق الآدميين ولا خلق الملائكة ولا خلق البهائم ولا خلق الهوام؛ بل لهما خلق مفرد بديع وليس في خلقهما أنس الناظرين إليهما، أسودان أزرقان، جعلهما الله تعالى تكرمة للمؤمن ليثبته ويبصره، وهتكا لسر المنافق في البرزخ، من

قبل أن


(١) عمدة القاري (٢/ ٤٣٤).
(٢) فتح الباري (٣/ ٢٠٦).
(٣) عمدة القاري (٢/ ٤٣٤).
(٤) صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (٤/ ٢٢٠٠) (٢٨٧٠).
(٥) التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح لبدر الدين الزركشيّ (٣٢١).
(٦) مصابيح الجامع (٢٧١).
(٧) النهاية في غريب الحديث والأثر [قَرَعَ] (٤/ ٤٥).