للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأخرجه عبدالرزاق عن أبي جعفر الرازي، عن حميد، سمعت العيزار، يعني ابن حريث، سأل أنس بن مالك - رضي الله عنه - يعني المشي مع الجنازة -، فقال: "إنما أنت مشيع" (١)، فذكره نحوه، فاشتمل هذا على فائدتين: تسمية السائل والتصريح بسماع حميد.

[٧٦ ب/ص]

[١٧٥ أ/س]

وقال الزين ابن المنير: مطابقة هذا الأثر للترجمة أن الأثر يتضمن التوسعة على المشيعين وعدم التزامهم جهة معينة؛ وذلك لما علم من تفاوت أحوالهم في المشي، /وقضية الإسراع بالجنازة أن لا يلزموا بمكان واحد يمشون فيه، لئلا يشق على بعضهم ممن يضعف في المشي / عمن يقوي عليه، ومحصله أن السرعة بالجنازة لا يكون غالبًا إلا في جهات مختلفة، ولا يكون في جهة معينة؛ لتفاوت الناس في المشي وحصول المشقة من بعضهم على بعض في تعيين جهة، فإذا كان كذلك يكون السرعة من جوانبها الأربع فتناسبا (٢).

وقال ابن رشيد: ويمكن أن يقال: لفظ المشي والتشيع في أثر أنس - رضي الله عنه - عنه أعم من الإسراع والبطء. فلعله أراد أن يفسر أثر أنس - رضي الله عنه - بالحديث. قال: ويمكن أن يكون أراد أن يبين بقول أنس - رضي الله عنه - أن المراد بالإسراع ما لا يخرج عن الوقار لمتبعيها بالمقدار الذي يصدق عليهم به المصاحبة (٣).

(وَقَالَ غَيْرُهُ) أي: غير أنس - رضي الله عنه -: امش (قَرِيبًا مِنْهَا) أي: من الجنازة، أي: من أيِّ جهة كان؛ لاحتمال أن يحتاج حاملوها إلى المعاونة، فإن بعد عنها لم يكن مشيعًا، فإن كان بعده لكثرة الجمع حصل له فِعْلُ المتابعة.

قال الحافظ العسقلاني: والغير المذكور أظنه عبد الرحمن بن قُرط بضم القاف وسكون الراء بعدها (٤) مهملة (٥)، قال سعيد بن منصور: حدثنا مسكين بن ميمون حدثني عروة بن رُوَيْم

قال:


(١) مصنف عبدالرزاق، كتاب الجنائز، باب المشي أمام الجنازة (٣/ ٤٤٥) (٦٢٦١).
(٢) فتح الباري (٣/ ١٨٣).
(٣) فتح الباري (٣/ ١٨٣).
(٤) فتح الباري (٣/ ١٨٣).
(٥) [مهملة] سقط من ب.